اقتحم مئات المستوطنين المتطرفين، صباح اليوم الأحد، باحات المسجد الأقصى المبارك، يتقدمهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، وذلك في إطار إحياء ما يسمى بـ"ذكرى خراب الهيكل"، وسط حماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن نحو 2953 مستوطناً اقتحموا المسجد حتى اللحظة، في موجات متتالية، حيث أدوا طقوسًا تلمودية، ورقصات استفزازية، وصرخات جماعية عمّت أرجاء المسجد، إلى جانب رفع الأعلام الإسرائيلية أمام قبة الصخرة المشرفة.

وتزامن الاقتحام مع دعوات أطلقتها "منظمات الهيكل" المتطرفة لتنفيذ اقتحام واسع وغير مسبوق للمسجد الأقصى في هذا اليوم، الذي يصادف ما يسمى في الرواية التوراتية بـ"ذكرى خراب الهيكل"، والذي تعتبره جماعات الهيكل المتطرفة فرصة استراتيجية لكسر الخطوط الحمراء داخل المسجد.

وكان بن غفير قد قاد بعد منتصف الليلة الماضية مسيرة استفزازية للمستوطنين داخل البلدة القديمة في القدس المحتلة، في مشهد يعكس حجم الدعم الرسمي الإسرائيلي لتلك الجماعات المتطرفة، التي تتلقى غطاءً سياسيًا وأمنيًا كاملاً من حكومة الاحتلال.

وأكدت محافظة القدس أن هذا اليوم يُعد من أخطر الأيام التي يواجهها المسجد الأقصى، محذّرة من أن جماعات "الهيكل" تخطط لجعل يوم الثالث من آب/ أغسطس يوماً مفصليًا، يهدف إلى فرض وقائع تهويدية جديدة بالقوة.

ويأتي هذا التصعيد في سياق من التحريض العلني المتصاعد، خاصة بعد التصريحات الخطيرة التي أطلقها بن غفير خلال اقتحامه للأقصى في أيار/مايو الماضي، حين قال: "الصلاة والسجود أصبحت ممكنة في جبل الهيكل". كما أصدر مؤخرًا تعليمات لقوات الشرطة بالسماح للمستوطنين بالرقص والغناء داخل باحات المسجد، في تحدٍ سافر للوضع التاريخي والقانوني القائم في الأقصى.